مسيل الجزل

كانت القرية تقع في رقعة مستوية من الأرض، وتشرف على منطقة فسيحة مفتوحة إلى الشرق، ويليها غور الأردن. وكان ثمة بين ضفتي نهر الأردن مخاضتان، هما مخاضة الطريخيم ومخاضة الصغير، تشكلان بوابتي العبور إلى وادي الأردن شرقاً. وكانت طريق فرعية تربط القرية ببيسان، وطرق فرعية أُخرى تربطها بالطريق العام بين بيسان وشرق الأردن.
في البدء، أنشأ مسيلَ الجزل أفراد من قبيلة عرب الزيناتي البدوية. وكان بعض منازلهم مبعثراً بين الينابيع التي استمدوا منها مياههم، وبعضها الآخر منثوراً على الطرق التي تربط مسيل الجزل ببيسان وبقرى أُخرى؛ ومعظم هذه المنازل كان مبنياً بالطوب والقصب. وكان سكان القرية من المسلمين، ويعتاشون من زراعة الحبوب والخضروات. في 1944/1945، كان ما مجموعه 702 من الدونمات مخصّصاً حبوب، و252 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وإلى الجنوب من القرية، كان يمتد الكتر، وهو قطعة ضيقة من الأرض البوار في موازاة نهر الأردن من معالمها صف من أشجار النخيل ينمو على امتداد أطرافها. وكان ثمة ثلاثة مواقع أثرية على الأقل تحيط بمسيل الجزل هي: تل القطاف، وخربة الحج محمود، وتل الشيخ داود. وكانت هذه المواقع تحوي قطعاً من الفخار، وأدوات من الصوّان، وأُسس أبنية. في سنة 1929، عُثر على بقايا مسجد صغير بالقرب من القرية، على تل الشيخ محمد القابو.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

على الرغم من غياب المعلومات المحددة عن احتلال القرية، فإنه يمكن الافتراض أنها احتلّت وقت سقوط القرى الواقعة قرب نهر الأردن في منطقة بيسان. وقد اجتاح لواء غولاني معظم هذه القرى في أواخر أيار/مايو 1948. ولعل سكانها طُردوا إلى شرق الأردن، كما حدث مع غيرهم من سكان المنطقة.

القرية اليوم

تغطي برك للأسماك ومخازن تابعة لكيبوتس كفار روبين الموقع جزئياً. وتمر مياه مسيل الجزل عبر هذا الكيبوتس.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

أقام الصهيونيون مستعمرة كفار روبين إلى الشمال من القرية، في سنة 1938، على أراض لم تزل تقليدياً تعدُّ من أراضي القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *