معذر

كانت القرية تنصب على ارض مرتفعة مستوية السطح في الجليل الشرقي الأسفل وتبعد 6كلم الى الشمال الشرقي من جبل طابور (جبل الطور) وكانت بضعة جداول ماء تتدفق من ينابيع القرية فتصب في وادي البيرة الذي كان يرفد بمياهه نهر الأردن. وكانت طريق ترابية تصل القرية بقرية كفر كما التي تقع في الشمال الغربي, والتي يعبرها الطريق العام المؤدي الى سمخ في الطرف الجنوبي لبحيرة طبرية عرفت القرية باسم كفرماتر أيام الصليبين وقد بنيت فيها قلعة صليبية دعيت كاسل دو شيريو في سنة 1596 , كانت معذر قرية في ناحية طبرية (لواء صفد) وعدد سكانها أربع وتسعين نسمة. وكانت الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والقطن, بالإضافة الى عناصر أخرى من الا نتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وبساتين الفاكهة. في أواخر القرن التاسع عشر وصفت معذر بأنها قرية مبنية بحجارة البازلت وبأنواع أخرى من الحجارة وتقوم في سهل زراعي وكان عدد سكانها 250 نسمة تقريبا.
لم يكن للقرية أي شكل مخصوص, وكانت منازلها متناثرة في الجهات كافة حول مركز كثيف البنيان يقع في الجهة الجنوبية. وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطوب والاسمنت وكان بعض سقوفها مصنوعا من الخشب أو القصب ومغطى بطبقة من الطين وكان سكان معذر من المسلمين لهم فيها مسجد ومدرسة أنشئت أيام العثمانيين وأغلقت أبوابها أيام الانتداب البريطاني وكان السكان يتزودون المياه للاستعمال المنزلي من الآبار ومن ينبوعي ماء يقعان شرقي القرية وغربيها.
كانت تربية المواشي والزراعة أهم موارد رزق سكان معذر ولا سيما زراعة الحبوب والخضروات. وكانت أشجار الفاكهة تزرع أيضا في الأراضي الواقعة شمالي القرية وغربيها وجنوبيها. في 1944\1945 , كان ما مجموعه 4579 دونما مخصصا للحبوب و498 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين منها 30 دونما حصة الزيتون. وكانت معذر مبنية فوق بقايا قرية يعود تاريخها الى أيام الصليبين والعثمانيين ومن آثار تينك الحقبتين كنيسة خربة ومدافنها والى الجنوب الغربي من معذر كانت تقع خربة سارا (192231), التي كانت موقعا اثريا أيضا.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

ثمة شيء من التناقض في الروايات الإسرائيلية المتعلقة بمصير القرية في الأشهر الأولى من الحرب. فالمؤرخ الإسرائيلي بني موريس ذكر أن الهيئة العربية العليا أمرت سكان القرية (فضلا عن جارتها سيرين وعولم وحدثا ) بمغادرتها في 6نيسان \ ابريل 1948 , وهذا مستبعد. ومن تضمينات هذا الزعم أن الأمر قد نفذ فورا. لكن (تاريخ الهاغاناه) يزعم أن وحدات من لواء غولاني استولت على هذه القرى نفسها في 12 أيار \ مايو في سياق عملية كان الهدف منها توطيد السيطرة على وادي بيسان. وتضيف هذه الرواية أن هذه القرى (هجرها سكانها خوفا من اليهود) ولا يتبين من روايتي موريس الهاغاناه الى أين ذهب السكان, ولا ماذا حل بمنازلهم وأراضيهم.

القرية اليوم

الموقع مسيج ويستعمل مرعى للمواشي. وتنبت أجمة كبيرة من الصبار وسط ركام المنازل وتتوسط الموقع بئر تعلوها مضخة. وثمة على بعد نحو 20 متراً الى الغرب من البئر حوض تستقي الحيوانات منه . ينبت شجر الكينا والدوم والازدرخت في الموقع.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

تقوم مستعمرة كفار كيش (192230) التي بنيت في سنة 1946, على أراضي القرية الى الجنوب من موقعها. أما مستعمرة شارونا (194236) المجاورة والتي أسست في سنة 1938 , ومثلها مستعمرة شدموت دافورا (191233) التي بنيت في سنة 1939 , فتقعان شمالي وغربي موقع القرية على التوالي لكن لا على أراضيها.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *