كانت القرية تقع في رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي الأوسط. وكانت طريق فرعية تصلها بالطريق العام المؤدي الى يافا والرملة, من جملة المدن الأخرى. وقد عرفت السافرية في العهد البيزنطي باسم سافاريا, وكانت داخل حدود ولاية ديوسبوليس. في أوائل العصور الإسلامية دفن في السافرية هاني الكندي, العالم الناسك المسلم الذي عينه الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز عاملا على فلسطين لكنه رفض ذلك [ معجم , مذكور في الخالدي 1968 : 144, وفي د 2\4: 320, الحنبلي مذكور في د 4\2 : 320]. وقد سماها الصليبيون سافيريا في سنة 1596 كانت السافرية قرية في ناحية الرملة ( لواء غزة) وعدد سكانها 292 نسمة. و كانت تؤدي الضرائب على عدد من المنتجات كالغلال والقمح والشعير والفاكهة والسمسم بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت السافرية قرية مبنية بالطوب وكان شجر الزيتون مغروسا في الأرض الواقعة الى الجنوب منها. في فترة الانتداب بنى سكانها, وكلهم من المسلمين, منازلهم بالطوب بصورة متقاربة بعضها من بعض. وكان في السافرية مدرستان: ابتدائيتان: واحدة للبنين ( فتحت أبوابها في سنة 1920), وأخرى للبنات ( أسست للبنين في سنة 1945, وكان فيها 45 تلميذة). في أواسط الأربعينات وقد ضم إليها نحو 11 دونما من الأرض للتدريب الزراعي.
كانت القرية المنتج الأكبر للبندورة في قضاء يافا, كما كان سكانها يعنون بزراعة البرتقال في رقعة واسعة من الأرض. في 1944\1945, كان ما مجموعه 3539 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و 3032 دونما للحبوب , و 3708 من الدونمات مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان في السافرية آثار بادية تدل على أن الموقع كان آهلا قديما. يضاف الى ذلك أنه كان في جوارها خربة سوبترا ( 138155) وهي تل اصطناعي يحف به من جانبه الشرقي والغربي خزانان للمياه.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
أوردت وكالات الأنباء إن القوات الإسرائيلية استولت على السافرية في 20 أيار\ مايو 1948. وذكر تقرير عاجل لوكالة يونايتد برس أن احتلال القرية تزامن مع هجمات شنتها الإرغون على مدينة الرملة في الجنوب. غير أن المؤرخ الفلسطيني عارف العارف يروي أنها احتلت قبل نحو شهر من ذلك التاريخ, حين احتلت قريتا يازور وبيت دجن المجاورتان اللتان هوجمتا في أثناء عملية خميتس، في سياق الإعداد لتطويق يافا واحتلالها. وقد احتلت القرية في ذلك الوقت, للواء ألكسندروني.
ومهما تكن الحال فمن الثابت أن القرية كانت أصبحت تحت السيطرة الإسرائيلية بحلول أيلول\ سبتمبر 1948 ذلك بأنه في 13 أيلول\ سبتمبر طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن- غوريون, من الحكومة الإذن في تهديم السافرية ( فضلا عن 13 قرية مجاورة). ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن بن ؟ غوريون حرص على أن يكون الطلب باسم قائد الجبهة الوسطى لا باسمه شخصيا وقد منح الإذن في ذلك.
القرية اليوم
لا تزال المدرستان- وهما بناءان من الأسمنت مستطيلا الشكل و لهما أبواب ونوافذ مستطيلة- قائمتين, وقد تم تجديدهما. وبقيت عدة منازل أيضا, بعضها مبني بالطوب وبعضها الآخر بالاسمنت وهي إما مهجورة وإما آهلة بأسر يهودية. وتتسم هذه المنازل ببنية معمارية بسيطة, وهي ذات أبواب ونوافذ مستطيلة الشكل, وسقوف مسطحة في معظمها. أما الطرق القديمة في القرية, فيمتد عليها نبات الصبار وتشكيلة متنوعة من الشجر, بينما تتفرق أشجار الجميز والسرو في أنحاء الموقع. ويحجب البناء أجزاء من الأرض المحيطة, أما الباقي فيزرعه الإسرائيليون.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
ثمة أربع مستعمرات الآن على أراضي القرية: تسفريا ( 136156) وكفار حباد ( 136154) اللتان أنشئتا في سنة 1949, و أحيعيزر ( 138154) التي أسست في سنة 1951. أما مستعمرة سفرير, التي أنشئت في سنة 1949, فقد استوعبتها هذه المستعمرات الأربع وضواحي ريشون لتسيون( 131152).