قسطينة

كانت القرية تقع في رقعة أرض مرتفعة من السهل الساحلي ومستوية في معظمها, على الطريق العام بين مدينة المجدل, إلى الجنوب الغربي, وطريق القدس- يافا العام. وكان المعسكر البريطاني, المعروف باسم بير توفيا, يقع على بعد 3كيلومتر إلى الجنوب الغربي من القرية. في سنة 1569, كانت قسطينة قرية في ناحية غزة (لواء غزة), وفيها 385 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والسمسم والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب. وأشار الرحالة الشامي المتصوف مصطفى البكري الصديقي, الذي زار المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر, إلى أنه مر بقسطينة في أثناء توجهه إلى المسمية( أنظر المسمية الكبيرة, قضاء غزة) (الرحلة) مذكور في الخالدي)
في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية قسطينة تنتشر على أراض مستوية على محور شمالي غربي- جنوبي شرقي. وكانت أبنيتها من الطوب وفيها بئر وبساتين, وكان فيها مسجد ومدرسة ابتدائية أسست في سنة 1936, وكان تشترك فيها مع قرية تل الترمس المجاورة, والواقعة إلى الجنوب الشرقي. في أواسط الأربعينات, كان عدد التلامذة المسجلين فيها 161 تلميذا. أما سكان القرية فكانوا من المسلمين, ويتزودون المياه للاستعمال المنزلي من الآبار. وكانت الزراعة عماد اقتصادها, والحبوب والحمضيات أهم محاصيلها. في 1944\1945, كان ما مجموعه 235 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وبالإضافة إلى ذلك, كان سكانها يربون الحيوانات والدجاج كما كانوا يعملون في المعسكر البريطاني.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

احتلت قسطينة في 9 تموز\ يوليو 1948 , أي بعيد انتهاء الهدنة الأولى وذلك على يد لواء غفعاتي حين تقدم جنوبا نحو الأراضي التي يسيطر المصريون عليها. وخلال الأيام العشرة بني الهدنتين(8-18-تموز\ يوليو), نجح اللواء في الاستيلاء على منطقة تشمل ست عشرة قرية على الأقل, وهجر سكانها كافة. ومن المرجح أن يكون سكان قسطينة, مثلهم في ذلك مثل سكان المسمية المجاورة, طردوا جنوبا نحو غزة لا شرقا نحو منطقة الخليل. وكانت أوامر العمليات التي أصدرها قائد اللواء شمعون أفيدان, تقضي بأن يطرد المدنيون. غير أن سكان المنطقة فروا منها حالما بدأت العملية تقريبا, وهذا اسنتادا إلى بلاغ عسكري إسرائيلي صدر لاحقا. وكانت خطة (دالت ) آتت إلى ذكر القرية ضمن القرى التي يهدف لواء غفعاتي إلى احتلالها.

القرية اليوم

لم يبق منها سوى حطام المنازل المبعثر في أنحاء الموقع فقد زار الموقع فري الباحثين الذي يدقق في الوضع الراهن للقرى المهجورة, ووجده مغطى بالأعشاب البرية والحشائش الطويلة التي وصل ارتفاعها إلى مترين. وكان نبات الخبيزة وهو نبات بري يطبخه الفلاحون الفلسطينيون ويستخدمونه في مآكلهم, ينتشر بكثافة وعندما عاد المصور الفوتوغرافي إلى الموقع في وقت لاحق وجد أن الخبيزة أحرقت. أما معالم المواقع الأخرى, فلم تتغير إذا لا تزال هناك طريق غير معبدة تمر وسط الموقع, الذي تغطيه أشجار الكينا.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

في سنة 1939 أقام لاجئون يهود, من ألمانيا وأوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية مستعمرة كفار فاربورغ على أراض كانت تابعة تقليديا للقرية, على بعد 3 كيلومترات إلى الجنوب الغربي من موقعها. وبعد تدمير قسطينة بعام واحد, أي في سنة 1949, أقام الصهيونيون مستعمرتي عروغوت وكفار أحيم  كما أسست مستعمرتا أفيغدور في سنة 1950, وكريات ملأخي في سنة 1951 على أراضي القرية. وسميت كريات ملأخي تيمنا بصاحب أحد أسفار العهد القديم وهو سفر ملأخي, وتكريما لجالية لوس أنجلس (ملأخيم في العبرية تعني الملائكة), وذلك لدعمها إسرائيلش

 

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *