منصورة الخيط

كانت القرية تقع على النتوء البركاني الذي يشكل الحد الجنوبي لسهل الحولة.وكانت تبعد نحو كيلومتر إلى الغرب من نهر الأردن, وتربطها طريق فرعية بالطريق العام المفضي إلى صفد و طبرية. وربما يكون اسم القرية المركب منقولاً من أصلين:(الخيط )من المنطقة التي كانت تقع فيها, والتي كانت على الطرف الجنوبي الغربي لبحيرة الحولة وتعرف بأرض الخيط نسبة إلى شيخ يدعى منصور دفن فيها استناداً إلى رواية محلية. وكانت تدعى أيضاً منصورة الحولة, لتميزها من قرية أخرى تحمل الاسم نفسه,المنصورة (أنظر المنصورة قضاء صفد ) و يقول الدمشقي (توفي سنة 1327) الجغرافي العربي, إن ديار الخيط كانت تقع في وادي الأردن وكانت تشبه أرض العراق من حيث طيورها ومياهها الساخنة و محاصيلها الزراعية , كالأرز. بعد ذلك روى البكري الصديقي, الرحالة الصوفي الشامي, الذي زار المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر, أنه مر بالخيط وفي صحبته قاضي صفد. وقد صنفت منصورة الخيط مزرعة في معجم فلسطين الجغرافي المفهرس الذي أعد أيام الانتداب. وكان سكانها كلهم من المسلمين, وكانت الزراعة و تربية المواشي أهم دعائم اقتصاد القرية.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

كان أول هجوم تعرضت القرية له هو ذاك الذي شنته الهاغاناه عليها في 18 كانون الثاني /يناير 1948 ,قبل اندلاع القتال الواسع النطاق بمدة طويلة. و يلاحظ المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أنها (أخليت بصورة مؤقتة في أ ثناء غارة انتقامية شنتها الهاغاناه)لكنه لم يذكر ما الذي استجر الانتقام المزعوم. وهو يهمل أيضاً ذكر عدد الإصابات التي أسفرت الغارة عنها, وتاريخ عودة السكان إلى قريتهم بعد نزوحهم المؤقت. وقد عقب تلك الغارة غارة أخرى ليل 6-7 شباط /فبراير. وذكرت صحيفة (نيورك تايمز ) أن (خمسين يهودياً قاموا, في أثناء الليل, بهجوم منظم على قرية منصورة الخيط …بالأسلحة الأتوماتيكية, فنسفوا منزلاً تحت غطاء من إطلاق نار الأسلحة الأتوماتيكية الكثيف ) و أسفر ذلك عن جرح قروي بحسب ما ذكر. وقد أكد بلاغ بريطاني رسمي, استشهدت صحفية (فلسطين )به,لكن لئن نزح نفر من سكان القريةجراء الغارتين,فالظاهرأنهم عادوا بعيد ذلك لأن إسرائيل بذلت جهداً منظماً لطردهم استمر من سنة 1949 إلى سنة 1965 ففي تموز /يوليو 1949 , وقعت إسرائيل مع سورية اتفاقية الهدنة التي وقعت القرية بموجبها ضمن المنطقة المجردة من السلاح على الحدود بين البلدين. و لذلك بات لسكانها حق الحماية بموجب الاتفاقية لا يجوز طردهم . إلا أن إسرائيل استعملت طوال الأعوام اللاحقة, تشكيله واسعة من الأساليب لترحيل القرويين عن منازلهم, إلى أن نجحت في دفعهم إلى داخل سورية (أنظر كراد البقارة, قضاء صفد) وفي حال هذه القرية, وسبع قرى أخرى على الأقل داخل المنطقة المجردة من السلاح, كانت الأسباب المذكورة لتسويغ الطرد: (عسكرية واقتصادية و زراعية).

القرية اليوم

تكسو الغابات جزءاً من الموقع, و تكسو الحشائش الجزء الآخر. ولا يظهر من معالم القرية شيء للعيان. أما الأراضي المحيطة, فيزرعها مكان مستعمرة كفار هنسي.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. لكن مستعمرة كفارهنسي (206264 ) التي أسست في سنة 1948 ,تقع في جوارها الى الغرب, على أرض تابعة لقرية طوبي (206263) التي لا تزال قائمة.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com
موسوعة القرى الفلسطينية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *