صلحة

كانت القرية مبنية على رقعة مستوية من الأرض عند طرف واد شديد الانحدار يدعى وادي صلحة؛ وكان موقعها قريباً من الحدود اللبنانية، في جبال الجليل الأعلى. وكانت درب ترابية تصلها بطريقين: أحدهما يفضي إلى الطريق العام الساحلي، والآخر يؤدي إلى صفد. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت صلحة قرية آهلة بمئتي نسمة، يزرعون البساتين في المناطق المجاورة، ويبنون منازله بحجارة البازلت والطين. وكانوا يتزودون مياه الشرب من عدة صهاريج وبركة كبيرة. وكانوا في معظمهم من المسلمين. وكان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين. في 1944/1945، كان ما مجموعه 7401 من الدونمات مخصصاً للحبوب، و422 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان من جملة المصنوعات الأثرية التي وجدت في القرية قبور منحوتة في الصخر، وآثار أرضيات من الفسيفساء، ومعاصر زيتون. وكان في خربة الصنيفة المجاورة آثار قديمة، منها أرضية معصرة مدوّرة الشكل.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

نقلت وكالة يونايتد برس عن مصادر عسكرية عربية في عمّان أن صلحة (ومعها كفر برعم) سقطت في يد القوات الإسرائيلية في 18 أيار/مايو 1948. ومن الجائز أن يكون ذلك الاحتلال مؤقتاً، لأن المصادر الإسرائيلية التي يستشهد المؤرخ الإسرائيلي بني موريس بها تقول إن مجزرة قد ارتُكبت في صلحة في 30 تشرين الأول/أكتوبر 1948، عند نهاية عملية حيرام.
كذلك ورد خبر مجزرة تشرين الأول/أكتوبر على لسان رئيس أركان الهاغاناه سابقاً، يسرائيل غاليلي، في اجتماع حضره مسؤولو حزب مبام. فقد اطلع غاليلي المجتمعين على عدة فظائع ارتُكبت في أثناء عملية حيرام، ولا سيما تلك التي اقترفها اللواء شيفع (السابع). من ذلك، فيما قال، أن أربعة وتسعين شخصاً ((قُتلوا داخل منزل تم نفسه.)) وكان اللواء شيفغ أُمر بالتوجه من قرية سعسع صوب الشمال الشرقي من أجل احتلال المالكية. وفي أثناء تقدمه، واجهت قواته ((مقاومة خفيفة)) بالقرب من صلحة؛ وذلك استناداً إلى ((تاريخ حرب الاستقلال)). غير أن رواية الهاغاناه لا تفصّل العمل لعسكري الذي نُفذ رداً على ذلك. ولئن كان ثمة سكان سلموا من مجزرة صلحة، فالمرجّح أنهم طردوا في جملة من طُرد من سكان معظم القرى الحدودية.

القرية اليوم

المعلم الوحيد الباقي هو بناء طويل (ربما كان مدرسة) ذو نوافذ كثيرة عالية. أما الموقع نفسه فبات أرضاً مستوية، محروثة في معظمها. وقد غرس المزارعون الإسرائيليون شجر التفاح في معظم الأراضي المجاورة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

في سنة 1949، أسست إسرائيل مستعمرة يرؤون في موقع القرية. وفي سنة 1960، أُنشئت مستعمرة أفيفيم على أراضي القرية، شمالي شرقي موقعها.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com
موسوعة القرى الفلسطينية 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *