جسير

كانت القرية تقع في رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي الجنوبي بين جسرين يقطعان وادي الجيرة في سنة 1569 كانت جسير قرية في ناحية غزة( لواء غزة), وعدد سكانها 330 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم من العنب. في أواخر القرن التاسع عشر كانت جسير تقع في أرض مستوية وتمتد على محور شمالي غربي ؟ جنوبي شرقي وقال الطاعنون في السن من سكان القرية إن قريتهم كانت محطة للحجاج في أثناء توجههم إلى الديار المقدسة. وكان سكانها من المسلمين, وفيها مسجد خاص بها ومدرسة ابتدائية أقيمت في سنة 1937 وبلغ عدد تلامذتها 74 تلميذا في أواسط الأربعينات غير أن سكان القرية كانوا يعتمدون في الغالب على الخدمات المتاحة في الفالوجة وهي على بعد 4 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي وكان في القرية بئر عمقها 32 مترا تمد سكانها بمياه الاستخدام المنزلي وكان بعضهم يحيك البسط والسجاد أما الأغلبية فكانت تعمل في الزراعة وكانت الحبوب أهم محاصيل سكان جسير الذين كانوا يعنون أيضا بأشجار الفاكهة. وكانت البساتين تحيط بالقرية من الشمال الشرقي والجنوب الشرقي. في 1944 \1945 كان ما مجموعه 11852 دونما مخصصا للحبوب.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

احتلت القرية وفق المصادر الإسرائيلية في المراحل الأخيرة من عملية قام لواء غفعاتي بها خلال الأسبوع الثاني من تموز\ يوليو1948. وعند انتهاء الهدنة الأولى في الحرب أصدر قائد لواء غفعاتي شمعون أفيدان أوامر باختراق الخطوط المصرية (بغية إقامة اتصال بالنقب), وبطرد المدنيين من المنطقة المحتلة. ولم تنجح قواته في ربط النقيب بالساحل الذي تحتله إسرائيل غير أنها نجحت في الاستيلاء على رقعة من الأرض على شكل قوس بقع جنوبي الرملة, موازية الشاطئ وفي طرد أكثر من 20000 مدني من قراهم وكانت جسير من قرى أقصى الجنوب التي احتلت خلال العملية ومن المرجح أن احتلالها بصورة نهائية لم يتم إلا في 17 ؟ 18 تموز\ يوليو. وقد زعم الجيش الإسرائيلي فيما بعد أنه مع بداية العملية واحتلال قرية تل الصافي ضعفت معنويات السكان في المنطقة بأسرها وفر القرويون مع تقدم وحدات لواء غعفاتي.
غير أنه جاء في مصدرين أن القرية سقطت في يد القوات الإسرائيلية قبل ذلك التاريخ بشهر خلال الهدنة الأولى في الحرب. وجاء في أحد هذين المصدرين ؟ مذكرات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر- أن (العدو سعى تحت غطاء الهدنة لاحتلال المواقع المنيعة, حتى إذا انتهت الهدنة كان في إمكان استئناف عملياته من مواقع أكثر ملائمة له…) وفيما يتعلق بالهجوم على عدد من القرى الأخرى لأحكام الهدنة, كتب عبد الناصر يقول:(لم يكن ثمة دليل يوحي بأن قيادتنا العامة كانت تعلم بما يجري حقا).

القرية اليوم

ما زال منزل أسمنتي واحد مسطح السقف قائما وسط بستان من الخوخ. ولواجهته نافذتان مستطيلتان, ومدخل مستطيل وسطه. ويشاهد حطام المنازل بين الحشائش الطويلة والإعشاب البرية. وثمة الآن مكب للنفايات في الموقع, إضافة إلى بعض الأبنية التابعة لإحدى المستعمرتين المجاورتين. أما الأراضي المجاورة فمزروعة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

أقيمت مستعمرتان على أراضي القرية وهما: منوحا  في سنة 1953, وفردون  في سنة 1968. وتحتل هاتان المستعمرتان أيضا, أراضي كانت تابعة لقرية صميل المجاورة.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *