ساقية

كانت القرية مبنية على أراض غير مستوية في السهل الساحلي الأوسط. وكانت طرق مرصوفة بالحجارة ومارة عبر القرية أو بالقرب منها تتيح لها الاتصال بيافا واللد وتل أبيب, فضلا عن القرى المتاخمة لها. في سنة 1596 كانت ساقية قرية في ناحية الرملة ( لواء غزة) وعدد سكانها 270 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم, بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكتب الرحالة الشامي المتصوف البكري الصديقي الذي تجول في المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر, أنه مر بساقيه في طريقه الى يافا [( الرحلة), مذكور في الخالدي 1968 : 145].
في أواخر القرن التاسع عشر كان في القرية بئر في جهتها الجنوبية. وكانت منازلها المبنية بالطوب متقاربة بعضها من بعض. إلا أنه في أعوام الانتداب الأخيرة ظهر بعض الأبنية الأسمنتية, مترافقا مع توسع القرية توسعا طفيفا. وكان سكان القرية من المسلمين لهم فيها مسجد أنشئ في أواخر فترة الانتداب ومدرسة ابتدائية للبنين أنشئت في سنة 1936. وقد استملكت هذه المدرسة 16 دونما من الأرض للتدريب الزراعي وبلغ عدد التلامذة المسجلين فيها 136 تلميذا في أواسط الأربعينات. وكان سكان القرية يعملون في الزراعة بصورة رئيسية فيستنبتون الأشجار المثمرة والفاكهة, ولا سيما الحمضيات والحبوب والخضروات. في 1944\1945, كان ما مجموعه 2422 دونما مخصصا للحمضيات والموز و 2534 دونما للحبوب و 145 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

هوجمت القرية واحتلت استنادا الى المصادر الإسرائيلية في 25 نيسان\ ابريل 1948. لكن مصدرا فلسطينيا وبرقية لوكالة إسوشييتد برس أشارا الى أنها احتلت بعد ذلك ببضعة أيام, في 27 ؟ 28 نيسان\ ابريل , مع الخيرية وكفر عانة. ومهما تكن الحال, فقد كانت من جملة القرى المستهدفة في عملية حميتس. ويذكر ( تاريخ الهاغاناه) أن احتلال ساقية والقرى المجاورة تم ( من دون قتال). ولم يؤت الى ذكر أي شيء عن سكانها)

القرية اليوم

لم يبق الا عشرة منازل, تشغل عائلات يهودية بعضها ويستعمل احدها ورشة لتصليح السيارات, أما بعضها الآخر فمهجور. ومن المنازل الآهلة: منزل له باب أمامي كبير وعليه ذات سقف مائل ممتد على طول الجانب المنخفض ومنزل مستطيل جدا وله نوافذ عديدة متفاوتة الحجوم ومنزل ثالث مؤلف من طبقتين تتصدر طبقته العلوية واجهة مزخرفة بعقود مقوسة واسعة على شكل راس الرمح. وثمة في الموقع أيضا حيطان مهدمة وأسس منزل مبني بالطوب, وغير ذلك من الأنقاض والحطام . وينبت في أنحاء الموقع الصبار وأشجار الجميز والسرو وشوك المسيح والنخيل ويزرع جزء من الأرض أما الجزء الباقي فقد طغت عليه أبنية المستعمرة المجاورة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

أنشئت مستعمرة أور يهودا (135159) على أراضي القرية, في سنة 1950 لتوطين يهود قدموا من العراق وشمال إفريقيا. وأنشئت مستعمرة رمات بنكاس (135160) في سنة 1952 , على أراض تابعة لقرية الخيرية المجاورة .

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com
موسوعة القرى الفلسطينية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *