المجدل

كانت القرية تقع على الشاطئ الغربي لبحيرة طبرية وفي الطرف الجنوبي لسهل غوير أبو شوشة, وعند أسفل جبل يرتفع ارتفاعا حادا فوق السهل ليصل الى علو نحو380 مترا وكانت متصلة بمدينة طبرية بواسطة الطريق العام الذي كان يلتف حول شاطئ البحيرة. ولعل المجدل هي البلدة القديمة نفسها التي وردت في العهد الجديد والتي تنسب مريم المجدلية إليها ويشار إليها في التلمود باسم مجدل نونايا باعتبارها من مراكز صيد السمك وتمليحه. وقد عرفت باسم تاريتشيا أيام الرومان وكانت بلدة يهودية حصينة مزدهرة ومشهورة بالحياكة والصباغة وصيد السمك. وقد لاحظ الرحالة بوركهارت في سنة 1821 إن القرية كانت في حال اقرب الى الرثاثة في أواخر القرن التاسع عشر وصفت المجدل بأنها قرية مبنية بالحجارة في سهل تزرع أجزاء منه وقدر عدد سكانها بثمانين نسمة.
في الأزمنة الحديثة كانت المجدل مستطيلة الشكل ومنازلها متجمهرة معاً وان كان القليل منها متباعداً لجهة الشمال في موازة شاطئ البحيرة وكانت مبنية بالحجارة والاسمنت والطين وكان لبعضها سقوف من الخشب والقصب مغطاة بطبقة من الطين. وكانت صغرى قرى القضاء من حيث المساحة. وكان لسكانها وجميعهم من المسلمين مقام يدعى مقام محمد العجمي ويقع عند المشارف الشمالية للقرية وعلى قمة الجبل القائم غربي القرية وكان ثمة بقايا قلعة مغدلا الصليبية (التي عرفت لاحقا بقلعة نعلا). وعلى بعد نحو كيلومتر الى الجنوب من القرية, قريبا من شاطئ البحيرة كان ثمة حجر اسود مثقب يذكره الرحالة العرب في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر وكانت المعتقدات تزعم أن ثقوبه من فعل القرية النمل, ولذلك كانوا يسمونه حجر النملة. وكان اقتصاد القرية يعتمد على الزراعة وكانت الحبوب والخضراوات أهم الغلال في 1944\1945 كان دونما من أرضها مزروعا حمضيات وموزا و41 دونما حبوبا وكان ثمة 17 مرويا أو مستخدما للبساتين. وقد وجد في القرية دلائل تشير على أنها كانت آهلة فيما مضى.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

المعلومة الوحيدة عن سقوط المجدل في المصادر الإسرائيلية هي أن سكانها نزحوا في 22 نيسان \ ابريل 1948 . ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن نزوح السكان يعزى جزئيا الى هجوم عسكري مثلما يعزي الى ما خلفه سقوط مدينة طبرية المجاورة (في 18 نيسان \ابريل) من إضعاف للمعنويات. والمرجح أن قوات الهاغاناه المتمركزة في طبرية استولت على القرية بعد أيام من سقوط المدينة في أيديها.

القرية اليوم

تتبعثر الأنقاض في أنحاء الموقع ومثلها شوك المسيح وبضع شجرات نخيل وزيتون. والمعلم الوحيد الباقي من معالم القرية مقام محمد العجمي المهمل وهو بناء مربع الشكل وقليل الارتفاع تعلوه قبة كانت مبيضة بالكلس. أما الأرض المجاورة فيزرعها الإسرائيليون.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

تقع المستعمرات مغدل (197249) التي أنشئت في سنة 1910 على أراض اشتراها الصهيونيين, على بعد 1,5 كلم الى الشمال الغربي من موقع القرية. وقد وسعت بعد سنة 1948 لإيواء المهاجرين اليهود كما زاد عدد سكانها من 213 نسمة (في سنة1948 ) الى 830 نسمة (في سنة 1983 ) وقد انتشرت على أراضي القرية في سياق توسعها هذا.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *