خبيزة

كانت القرية تقع في أرض كثيرة التلال تنحدر صوب الجنوب الغربي، على بعد نحو كيلومتر جنوبي وادي السنديانة. وكان فيها طريقان فرعيتان تتجهان، إحداهما من شمالي القرية، والأُخرى من جنوبيها، إلى الطريق العام الذي يصل الساحل بمرج ابن عامر. واسم القرية، خبّيزة، مشتق من اسم نبات بري يطبخ كالخضروات في المطبخ القروي الفلسطيني. في أواخر القرن التاسع عشر، قُدر عدد سكان خبيزة بنحو 270 نسمة، يزرعون 24 فداناً من الأرض (الفدان = 100-250 دونماً). وكانت القرية تمتد على محور شمالي شرقي ؟جنوبي غربي، وبُنيت منازلها الحجرية متقاربة بعضها من بعض. وكان سكانها المسلمون يتزودون المياه للاستخدام المنزلي من عدة ينابيع وآبار تقع داخل حدود القرية، وكانوا يعتاشون بصورة أساسية من الزراعة والحبوب والخضروات.
في 1944/1945، كان ما مجموعه 2295 دونماً مخصصاً للحبوب، و65 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين؛ منها 20 دونماً للزيتون. كما كان سكانها يربون المواشي. وتقع خربة الكلبة المنسوبة، في أرجح الظن، إلى قبيلة بني كلب البدوية، شمالي القرية؛ وفيها آثار موقع كان آهلاً.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

كانت القرية، على الأرجح، ضحية غارة مبكرة شنّتها الهاغاناه في الأسابيع القليلة الأولى من الحرب. ففي 1 كانون الثاني/يناير 1948، وقع هجوم على قرية دعتها صحيفة ((نيويورك تايمز)) ((حباسا قرب حيفا)). ولم تذكر عدد الإصابات، لكن التقرير أفاد أن الهجوم كان شبيهاً بالمجزرة التي نُفّذت في اليوم نفسه في قرية بلد الشيخ المجاورة. وكان مسلسل العنف بدأ عندما هاجمت عصابة الإرغون مجموعة من العمال الفلسطينيين في مصفاة النفط في حيفا، بتاريخ 30 كانون الأول/ديسمبر 1947.
غير أن القرية بقيت عدة أشهر من دون أن تحتل. ففي إثر المعركة التي دارت بشأن كيبوتس مشمار هعيمك باشرت الهاغاناه، في أواسط نيسان/أبريل 1948، قصف القرى المجاورة. وفي الأسابيع اللاحقة، استغلت عصابة الإرغون هذه المكاسب، فهاجمت القرى الأُخرى في المنطقة. وسقطت خبّيزة في يد الإرغون بين 12 و14 أيار/مايو. وفرّ معظم سكان المنطقة تحت نيران مدافع الهاون، استناداً إلى مصادر الإرغون التي استشهد المؤرخ الإسرائيلي بني موريس بها. لكن الكثيرين من سكان القرية حُجزوا لبضعة أيام وراء الأسلاك الشائكة، ثم طُردوا. ومن غير الواضح متى دُمرت خبيزة، إلا أن بعض القرى المجاورة تعرض للدمار بعد أن احتلته الهاغاناه، وبعضها الآخر دمّره الصندوق القومي اليهودي حتى سوّاه بالأرض في حزيران/ يونيو 1948.

القرية اليوم

كل ما تبقى في الموقع هو حطام الحجارة المبعثرة في أنحاء أجمة من الشوك والأعشاب ونبات الصبّار. أما الأراضي المحيطة بالموقع فيُزرع جزء منها، بينما يُستعمل الباقي مرعى للمواشي.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. وأقرب مستعمرة إليها هي إيفن يتسحاق، التي أُسست في سنة 1945 على أراض كانت تابعة أصلاً لقرية البطيمات، التي تبعد نحو كيلومتر إلى الشرق من موقع القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *