عرب البواطي

كانت القرية تنتصب على تل يبرز من الجزء الشرقي لأحد الجبال، وتشرف على مساحات واسعة إلى الشرق من غور الأردن. وكان ثمة طريق عام يؤدي إلى بيسان وطبرية ويمر غربي القرية، وكانت طريق فرعية تربطها بالقرى المجاورة وقد أسست عشيرة من عرب الغزاوية البدوية قرية عرب البواطي. وكانت منازلها مبنية بالطوب والقصب مبعثرة في الموقع، وبينها بضع خيام من شعر الماعز. وكان سكانها جميعهم من المسلمين. وفي الجزء الجنوبي من القرية، كان ثمة ينابيع عدة تمد القرية بالمياه للاستعمال المنزلي وللري. وكانت الحبوب والخضروات والفاكهة تُزرع في جزء من الأرض، ويخصص جزي آخر منها للرعي، وجزء ثالث لصيد الأسماك. وكان بعض المزروعات مروياً، وبعضها الآخر بعلياً. في 1944/1945، كان ما مجموعه 3135 دونماً مخصصاً للحبوب، و2225 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان سكان عرب البواطي يعتمدون على بيسان للخدمات التجارية والتربوية والإدارية. وكانت خربة البواطي، وهي في موقع القرية، تضم بقايا أسوار وأعمدة وأسس أبنية وبعض معالم الميل الرومانية.

القرية اليوم

دمّرت منازل القرية كلها. ويمكن رؤية بقايا الحيطان الحجرية، والأُسس المربعة والمستديرة، بين الأعشاب البرية. والموقع مسيّج، كما أن الأراضي المجاورة مزروعة بشتى أنواع المحاصيل. وما زالت أحواض الأسماك، التي كان سكان القرية يستخدمونها، قائمة. وثمة حقول مروية تمتد إلى الغرب منها.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. أمّا أقرب مستعمرة إليها، فهي مستعمرة حمادياه (199214)، التي أُسست في سنة 1942 إلى الغرب منها، على أراض تابعة لقرية الحميدية ومدينة بيسان. وكان اسم المستعمرة في البدء حرمونيم، غير أن اسمها تغير في سنة 1952 ليماثل الاسم العربي الأصلي.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *