المسمية الكبيرة

كانت القرية قائمة في السهل الساحلي الجنوبي, ويحدها واد من جهة الشمال. وكانت تقع عند مفترق طرق عامة تؤدي إلى مدينة المجدل في الجنوب الغربي, وإلى الرملة في الشمال الشرقي, وإلى طريق القدس- يافا العام. وقد أتى إلى ذكر المسمية الرحالة المتصوف الشامي مصطفى البكري الصديقي, الذي زار المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر( [الرحلة] مذكور في الخالدي). في أواخر القرن الثامن عشر أشار الرحالة والعلامة الفرنسي فولني إلى أن المسمية تنتج كميات كبيرة من القطن المغزول. أما نعت (الكبيرة) فقد أضيف لاحقا أسم القرية لتمييزها من توأمها المسمية الصغيرة, التي أقيمت قبل قرن من الزمن تقريبا.
في أواخر القرن التاسع عشر كان للمسمية الكبيرة شكل شبه وكانت قاعدة سبه المنحرف هذا مواجهة للغرب. وكانت القرية محاطة بالجنائن ومنازلها مبنية بالطوب أو الاسمنت. أما البناء الأحدث عهدا فيها, فقد امتد نحو الغرب والجنوب الغربي. وكان سكان المسمية الكبيرة من المسلمين ولهم فيها مسجدان ومدرستان: احداهما للبنين والأخرى للبنات, وقد بنيت هاتان المدرستان في سنتي 1922و1944 على التوالي. بلغ عدد تلامذة مدرسة البنين 307 تلاميذ, ومدرسة البنات 39 تلميذة, في أواسط الأربعينات. وكان في القرية مجلس بلدي وكانت مياه الاستعمال المنزلي تستمد من الآبار.
كانت الزراعة عماد اقتصاد القرية, والحبوب والحمضيات محصولها الأساسيين. في 1944\1945, كان ما مجموعه 1005 من الدونمات مخصصا للحمضيات والموز و18082 دونما للحبوب, 597 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وبالإضافة إلى الزراعة كان السكان يربون المواشي والدجاج, كما كان بعضهم يعمل في المعسكر البريطاني المجاور. وكان فيها محطة للوقود, وكانت سوقها الأسبوعية التي تقام كل يوم خميس تستقطب سكان المنطقة المجاورة.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

سقطت المسمية الكبيرة خلال عملية أن- فار (أنظر بعلين, قضاء غزة). وقد أشارت صحيفة (نيورك تايمز) إلى أن القرية كانت محتلة في 11 تموز\ يوليو 1948, وهذا ما عوق محاولة مصرية للاختراق في اتجاه اللطرون من ناحية المجدل. غير أن (تاريخ حرب الاستقلال) يذكر أنها كانت إحدى القرى التي احتلت خلال(عدة عمليات تطهير في مؤخرة اللواء (لواء غفعاتي), لإزالة التهديد والخطر المائل في وجود تجمعات سكنية عربية في مؤخرة الجبهة.

القرية اليوم

ما زالت المدرستان وعدة منازل من القرية قائمة. أما مدرسة البنات فمهجورة بينما تحولت مدرسة البنين إلى منشأة للجيش الإسرائيلي. بعض المنازل التي بقيت آهل, وبعضها الأخر حول إلى مستودعات. وثمة منزل تحول إلى محل لبيع العصير (أنظر الصورتين), وهذه المنازل جميعها مبنية بالأسمنت ولها خصائص معمارية بسيطة, أي سقوف مسطحة وأبواب ونوافذ مستطيلة. وثمة شجرة نخيل تنمو في فناء منزل كان لفلسطيني يدعى توفيق الرابي. وهناك محطة وقود إسرائيلية حيث كانت محطة القرية ( التي كانت لحسن عبد العزيز ونمر مهنا). أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

أقيمت أربع مستعمرات على أراضي القرية هي: بني ريعيم (في الأصل كيرم ريعيم) , وحتساف , اللتان أسستا في سنة 1949, ينون التي أسست في سنة 1976. كما أقيمت مزرعتان برعاية حكومية هما: مشميعات شلوم , وحفات بيرويم , على أراضي القرية في الخمسينات.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *