رأس أبو عمار

كانت القرية تنهض على تلة مستطيلة تمتد من الجنوب الشرقي في اتجاه الشمال الغربي, ويحيط بها من ثلاث جهات وادي الصرار الذي شق مجراه نحو الغرب. كما كانت تطل عليها الجبال من الجهات كلها. ولم تكن تبعد إلا كيلومترا واحدا إلى الجنوب عن خط سكة الحديد الممتد بين القدس ويافا. وكانت طريق فرعية تصل رأس أبو عمار بطريق عام يمر جنوبيها, ويؤدي إلى بيت لحم. في أواخر القرن التاسع عشر, وصف رأس أبو عمار بأنها قرية مبنية بالحجارة على مرتفع صغير ومشرفة على (واد منفرج ومنبسط) غرس السكان فيه أشجار الزيتون. وكانت القرية مستطيلة الشكل, وكان معظم منازلها حجريا. وكان شارع رئيسي يقسمها قسمين, يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. في عهد الانتداب البريطاني أنشئت أبنية حديثة في موازاة الطريقين المؤديتين إلى قريتي القبو وعقور شرقا وشمالا, وفي موازاة الطريق العام جنوبا. وكان فيها مدرسة ابتدائية, وبضعة دكاكين قائمة وسطها. وكان السكان, وهم من المسلمين, يهتمون بمقامات عدة لأولياء محليين منها مقام للشيخ أبو عمار. وكانوا يعتمدون على الينابيع لتأمين مياه الشرب والري.
كانت أراضي القرية تستخدم للزراعة ورعي المواشي أيضا. وكانت الزراعة تعتمد على المحاصيل البعلية, وعلى الحبوب والخضروات والأشجار المثمرة وأشجار الزيتون ( التي تغطي 100 دونم) والكرمة وكانت هذه الأخيرة تروي بمياه النبع التي تتدفق من قمة الجبل وتجتمع في بضع برك. في 1944\1945, كان ما مجموعه 2791 دونما مخصصا للحبوب, و925, دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت خربة كفر صوم (158126) المجاورة آهلة في عهد الصليبيين, وفي القرن السادس عشر.

 

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا

صورة لقرية رأس أبو عمار - فلسطين: : خلال زيارة قمنا بها للقرية المدمرة والمطهرة عرقياً. صيف-2000 

وقعت القرية, في أرجح الظن, في قبضة لواء هرئيل التابع للجيش الإسرائيلي, وذلك في سياق عملية ههار ( أنظر علار, قضاء القدس). ويشير المؤرخ الإسرائيلي بين موريس إلى أن القرية احتلت في 21 تشرين الأول\ أكتوبر 1948, جراء هجوم عسكري مباشر عليها.

 

القرية اليوم

يتبعثر في أرجاء الموقع اليوم ركام حجارة المنازل. وقد نمت بين الحطام نباتات برية, إلى جانب أشجار اللوز والزيتون والخروب. ونبت الصبار في الجانبين الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي للموقع. ولم يسلم سوى مبنى حجري مؤلف من طبقتين, وهو مبنى المدرسة الذي ما زال قائما في الجنوب الشرقي.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

صورة لقرية رأس أبو عمار - فلسطين: : منظر لموقع القرية التي دمرها الصهاينة وطهروا مواطنيها عرقيا-1986. أطلال بيوت القرية المدمرة واضحة. 

في سنة 1960 أنشأت إسرائيل مستعمرة تسور هداسا (159125) على أراضي القرية, إلى الجنوب من موقعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *