قومية

كانت القرية تنهض على رأس تل، وكانت ؟ كمثيلتها قرية شطة ؟ بمثابة البوابة الغربية لسهل بيسان. وكان طريق بيسان ؟ حيفا العام يمر بأطراف القرية. في سنة 1956 كانت قومية تقع ضمن الحدود الإدارية للواء اللجون، وكانت مزرعة تدفع الضرائب للدولة العثمانية [البخيت والحمود 1989 أ: 18]. وفي أواخر القرن التاسع عشر، كانت قرية قومية مبنية على مرتفع وسط واد يحيط نبات الصبّار به ، وكانت منازلها، المبنية بالطوب والواقعة على رأس التل، متقاربة بعضها من بعض، بينما كانت حدائق الخضروات منتشرة على السفوح السفلى المحيطة بالتل. وكان فيها مدرسة ابتدائية للبنين. في 1944/1945، كان ما مجموعه 4205 من الدونمات مخصصاً للحبوب، و33 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكانت قومية معروفة بمواقعها الأثرية، بما في ذلك خربة قومية التي كانت تضم أُسس أبنية مستطيلة الشكل، وكهوفاً وصهاريج مياه منقورة في الصخر. وكان ثمة دلائل على أن موقع القرية كان أهلاً في العصور السابقة؛ فقد عُثر في الموقع على بقايا بناء مستطيل الشكل، وبعض الأنقاض الأثرية والحجارة المنحوتة. وعلى بعد 800 متر تقريباً إلى الجنوب من قومية، كانت تقع عين جالود؛ وهي موقع أثري وُجد فيه بعض معالم الميل الرومانية، وبركة كبيرة منقورة في الصخر.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

في الأشهر التي سبقت اندلاع القتال الواسع النطاق، نجح بعض المنظمات الصهيونية غير العسكرية في ترتيب عملية طرد عدد من سكان القرى الفلسطينية من ديارهم. وقد قام الصندوق القومي اليهودي، ولا سيما مدير دائرة الأراضي فيه يوسف فايتس، بدور مهم في ذلك المسعى. واستناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، اجتمع فايتس إلى مسؤولين آخرين في الصندوق، يوم 26 آذار/ مارس 1948، ودعا إلى طرد سكان قومية (ومثلهم سكان الطيرة، وهي على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال الشرقي منها). وكان السبب الذي تذرّع به هو أن سكانها ((لم يضطلعوا بمسؤولية منع تسلل المقاتلين غير النظاميين [أي الفدائيين العرب]))، مضيفاًَ أنه ((يجب إرغامهم على ترك قريتهم إلى أن يحل السلام.)) ويذهب موريس إلى أن سكان قومية غادروا في معظمهم قريتهم، من تلقاء أنفسهم، ومن قبيل المصادفة المحضة في اليوم نفسه. وكتب يقول إنهم تركوا خوفاً من هجوم يهودي، وبسبب شعورهم بأنهم عرضة للوقوع في يد الأعداء، كما بسبب ضغوط اقتصادية. لم يأمرهم جيرانهم اليهود بالمغادرة، لكن من الجائز أنهم تلقوا “نصيحة ودية” بأن يفعلوا ذلك.)) ولا يذكر موريس طبيعة ((الضغوط الاقتصادية)) التي مورست عليهم، لكنه يقول إن السكان غادروا القرية بشاحنات الجيش البريطاني. وبعد ذلك التاريخ ببضعة أيام، كتب فايتس إلى رئيسه أن قومية أصبحت مهجورة، وعلّق قائلاً: ((ثمة ميل لدى جيراننا … إلى مغادرة قراهم.)) وفيما بعد، طُرد نحو اثني عشر رجلاً كانوا بقوا للدفاع عن القرية .
بعد ذلك التاريخ بأربعة أشهر، أي في أواخر تموز/ يوليو، طلبت مستعمرة مجاورة، هي كيبوتس عين حرود، من مركز الزراعة الإسرائيلي الإذن في الاستيلاء على أراضي قومية. ولا يوضح موريس هل استجاب المركز لذلك الطلب أم لا .

القرية اليوم

الموقع بكامله مسيّج. وتنمو أشجار اللوز والتوت والرمان ونبات الصبّار حول الحطام المبعثر في موقع القرية. كما تنمو أشجار السرو بين أنقاض مدرسة القرية. ويزرع سكان مستعمرات تل يوسف وعين حرود- إحود وعين حرود- ميئوحاد الأرض الواقعة جنوبي القرية، بينما يزرع سكان مستعمرة غيفع الأرض الواقعة غربي القرية.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

في سنة 1921، أقام الصهيونيون مستعمرة عين حرود (187218) على ما كان تقليدياً أرضاً تابعة للقرية، إلى الجنوب من موقعها. وفي أوائل الخمسينات قُسّمت عين حرود قسمين مستقلين، يتبع كل منهما جناحاً مختلفاً من أجنحة حركة الاستيطان، هما: عين حرود ؟ إحود (187219)، وعين حرود- ميئوحاد (187218). تقع الأولى على أراضي قومية، بينما تقع الثانية على أراضي قرية تمرة العربية التي ما زالت قائمة. أمّا مستعمرة غيفع (185219)، التي أُقيمت أيضاً في سنة 1921، فهي على بعد نحو كيلومترين إلى الغرب من موقع القرية، لكن لا على أراضيها.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *