بيت دراس

كانت تنتشر القرية على رقعة مستوية من الأرض ترتفع بالتدريج إلى الغرب لتصبح تلا. وكانت شبكة من الطرق غير المعبدة تربطها بالقرى المجاورة مثل إسدود (على الطريق العام الساحلي) وجولس وهذا ما ساهم في جعلها مركزا ريفيا. وقد بنى الصليبيون حصنا على التل المشرف على القرية. أما المماليك (1205-1517), فجعلوا من بيت دراس إحدى محطات البريد بين غزة ودمشق وبنوا فيها خانا. وفي سنة 1596 كانت بيت دراس قرية في ناحية غزة (لواء غزة) وفيها 319 نسمة بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية بيت دراس محاطة بالحدائق وبساتين الزيتون وببركة تقع إلى الشمال منها وكانت منازلها مبنية بالطوب. وفي الأزمنة الحديثة بدأت القرية بالتوسع إلى الجنوب الغربي في موازة الطريق إلى جولس. وكان فيها مسجدان ومدرسة ابتدائية (أقيمت في سنة 1921) وكان يؤمها 234 تلميذا في أواسط الأربعينات. وقد عملت أراضي القرية المستوية ومياهها الغزيرة على جعل الجزء الأكبر من أراضيها قابلة للزراعة وكان سكانها يعملون غالبا في الزراعة البعلية فيزرعون الحبوب والفاكهة (والحمضيات خاصة) والخضروات في 1944 \1945, كان ما مجموعه 832 دونما مخصصا للحمضيات والموز 14436 دونما للحبوب و472 دونما أو مستخدما للبساتين وكان السكان يربون الدجاج أيضا, ويعمل البعض منهم في الصناعة الحجرية وبعض الغرف المعقودة السقوف.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

هاجمت القوات الصهيونية بيت دراس أول مرة في الأسابيع الأولى من الحرب. ووصف قائد المجاهدين العرب في المنطقة هذا الهجوم بأنه تمثل في قصف عشوائي من مدافع الهاون في 27- 28 آذار \مارس 1948 . وقال القائد طارق الإفريقي إن الهجوم أوقع تسعة ضحايا من سكان القرية وكلهم من غير المقاتلين, كما تسبب بإشعال حريق أتى على المحاصيل الزراعية والحيوانات الداجنة. وفي وقت مبكر من ذلك النهار, كان جرى اشتباك في المنطقة بين المجاهدين وقافلة يهودية ثم وقع اشتباك قصير آخر حول القرية بعد الهجوم اليهودي بيومين, أي في 29 آذار \مارس.
واستنادا إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس فإن لواء غفعاتي عمد إلى قصف بيت دراس بالمدفعية قبل شن هجوم بري عليها أدى إلى احتلالها في 10 أيار\ مايو 1948 . وقد حدث الهجوم عند بداية عملية براك (أنظر البطاني الغربي, قضاء غزة)ويقول موريس إن السكان فروا خلال الهجوم وان منازلهم نسفت في أثناء (تطهير) جبهة غفعاتي الجنوبية قبل 15 أيار\ مايو, ذلك بموجب خطة (دالت) وجاء في الرويات المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تحتل القرية إلا بعد زمن قليل من بدء الهدنة الأولى في 11 حزيران \ يونيو.
وجاء في مذكرات ضابط الأركان في الكتيبة السادسة المصرية جمال عبد الناصر (الذي أصبح لاحقا رئيسا للجمهورية المصرية), أن القوات الإسرائيلية انتهزت الهدنة (فرصة لتعزيز) قوتها في تلك المنطقة فاحتلت بيت دراس وكان في نية القوات العربي أن تستعيد بيت دراس بعد انتهاء الهدنة في 9 تموز\ يوليو, غير أنها أخفقت جراء (سخرية قوة سودانية بهجوم ليلي لاحتلال القرية,وأن تطلق من ثم إشارة من الضوء الأخضر دلالة على النجاح فتتقدم حينئذ الكتيبة السابعة المصرية لتعزيز النصر. أما في حال الفشل فكان من المفترض إطلاق إشارة من الضوء الأحمر وكان على القوة السودانية عندها أن تنسحب للسماح للمدفعية بالتداخل. وقد احتلت القوات السودانية بيت دراس فعلا, غير أن الجندي الموكل بالمهمة ارتكب خطا فأطلق إشارة الضوء الأحمر بدلا من إشارة الضوء الأخضر وهكذا بدأت المدفعية المصرية قصف المنطقة مرغمة السودانيين على الانسحاب من المواقع التي كانت احتلوها في القرية.

القرية اليوم

لم يبق من أبنية القرية سوى أساس منزل وحيد, وبعض الحطام المتناثر وتغطي النباتات البرية, وبينها الصبار وأشجار الكينا, الموقع. ولا يزال أحد الشوارع القديمة على الأقل, ماثلا للعيان. أما الأراضي المجاورة فيزرعها سكان المستعمرات المجاورة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

في سنة 1950 أقيمت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية هي: عزريكام  وإمونيم  وغفعاتي باسم زموروت في موقع خربة عودة, التي كانت أيضا على أراضي القرية .

وبلغ عدد  سكان مستوطنة عزريكام 1,318 نسمة وعدد سكان مستوطنة امونيم 942 نسمة و  مستوطنة غفعاتي  941 نسمة حسب احصائيات عام 2014

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *