ياجور

كانت القرية تقع على المنحدرات السفلى لجبل الكرمل، مواجهةً الشمال الشرقي. وكان طريق حيفا- جنين العام يمر إلى الشمال الغربي منها. كانت ياجور واحدة من قرى عدة باعت الحكومة العثمانية أراضيها لتاجرين لبنانيين، هما سرسق وسليم الخوري، في سنة 1872. ثم باع هذا التاجران، بدورهما، الأراضي للصهاينة الذين أنشأوا سنة 1922 مستعمرة ياغور على تلك الأراضي. كان سكان ياجور العرب يتألفون من 560 مسلماً و50 مسيحياً، في أواسط الأربعينات، وكانت منازلهم تنتشر على منحدرات الجبل. في 1944/1945، كان ما مجموعه 261 دونماً مخصصاً للحبوب، و57 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين؛ منها 42 دونماً للزيتون. ومع أن ياجور غير قائمة على أي من المواقع التاريخية القديمة، فإن فيها دلائل تشير إلى قدمها؛ منها شظايا زجاجية، وأُسس أبنية دارسة، وقبور تضم توابيت حجرية.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

احتلّت ياجور في جملة ما احتل من القرى المجاورة لحيفا، بعد سقوط المدينة مباشرة. فبعد أن شنّت الهاغاناه هجوماً واسعاً على بلد الشيخ، وهي قرية كبيرة تقع إلى الشمال الشرقي من ياجور مباشرة، قرر السكان ألاّ ينتظروا هجوماً مماثلاً عليهم. ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بين موريس أن السكان نزحوا عن القرية في 24 أو 25 نيسان/ أبريل 1948، بعد مرور يومين على احتلال حيفا. وأوردت صحيفة ((نيويورك تايمز)) نباً وقوع هجوم عسكري مباشر على القرية في الوقت نفسه. وكتب مراسل الصحيفة نفسها أن ياجور احتُلّت في جملة القرى ((المتحكمة)) في المشارف الشرقي لحيفا، في 24 نيسان/أبريل، لـ((إقامة منطقة واقية، وحماية حيفا من الهجمات المضادة)). وبعد احتلال هذه القرية وجهت الهاغاناه أنظارها شمالاً، نحو عكا.

القرية اليوم

لم يبق من أثر للمنازل في الموقع، الذي بات موسوماً بكثير من أشجار التين وبعض أشجار الزيتون. وتحتل معامل الأسمنت جزءاً من الأراضي المحيطة، بينما تحتل مستعمرة ياغور أجزاء أُخرى من الأرض وتستخدمها للزراعة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

في سنة 1922، أنشأ الصهاينة مستعمرة ياغور على أراض كاتن تابعة تقليدياً للقرية. كما أُسست مستعمرة نيشر، في سنة 1925، على أراض كانت تابعة فيما مضى لقرية بلد الشيخ التي تقع قرب القرية إلى جهة الشمال.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *